الاثنين، 27 سبتمبر 2010

جائزة نوبل للنوايا الحسنة !!!

هذه العبارة تنطبق تماما على ماحدث منذ ايام قليلة وأدى الى دهشة بل وصدمة الكثيريـن

من هول المفاجأة،حيث فوجئ العالم بخبر أعلنته وسائل الإعلام المختلفة مدلوله أن الرئيـس

الامريكى الحالي"باراك حسين اوباما"قد حصل على جائزة نوبل للسلام لعام2009 من بيــن

205مرشحا لهذه الجائزة ولم يمض على توليه عرش الولايــات المتحدة الأمريكيــــة سوى

تسعة أشهر وبضعة أيام مما أدى إلى استغراب الملايين من بينهم اوبامـــــــا نفسه حيث انه

اندهش عندما علم بفوزه بالجائزة ولسان حاله يقول "لماذا" ، وكانت المفاجـــــأة الأكبــــر

عندما تم الإعلان عن حيثيات حصول هذا الاوبامى على جائزة نوبل للســـــلام والتي كانـــت

بمثابة أضحوكة لا يمكن لأي طفل تصديقها ، حيث ورد في أسباب فوزه بالجائـــــزة انه أدى

إلى بث ونشر الأمل بين الشعوب بإمكانية تحقيق السلام الشامل والعادل في يوم من الأيــــام

مهما بعد او قرب ، وانه استطاع بمجهوداته الفظيعة دفع عجلة السلام – الـتي أصابهـــــــــا

- العطل- بين الجانب الفلسطيني والاسرائيلى إلى الخلف عفوا إلى الأمام !

أليست هذه الحيثيات أو بمعنى اصح الأكذوبات تمثل مسرحية هزليـــــة من النوع الرخيص

بلا قيمة ، فماذا فعل السيد اوباما هذا لكي يحصل على جائزة من المفترض أن لا ينالهـــا إلا

من حقق بالفعل أعمال وأشياء حقيقية أدت إلى تحقيق ولو جزء صغير من السلام في الواقع

وليس في خيال السادة أعضاء لجنة جوائز نوبل .

ماذا فعل اوباما لكي يسحر لهؤلاء الناس المخوليــــن بإعطاء الجائزة لمن يستحق ، هـــــل

سحرهم بلسانه وكلامه المعسول الذي وبكل صراحة استطــــاع أن يسحر به الملاييـــن وأنا

منهم أثناء إلقائه لخطابه الشهير بجامعة القاهرة "4/6/2009"، أم استطاع أن يخدعهـــــم

عن طريق بعض الأقوال والتصريحات التي لاتغنى ولا تسمن من جوع والتي كان يرددهـــــا

كالتلميذ الخائب في كل مكان يذهب اليه حتى لاينساها ومن بينها حرصه الشديد على إقامــة

دولة للجانب الفلسطيني والاسرائيلى وان يعيشوا ويتعايشوا بجانب بعض في تبات ونبـــــات

ويمكن يخلفوا صبيان وبنات حلوين !

كيف استطاع اوباما ان يخدع أشخاص من المفترض أن ينأوا بأنفسهــــم عن الشكليــــــات

والمظاهــــر البراقة الخداعــــة وان يهتموا فقط بما هو قائم بالفعل وليس بما يمكن أن يكون

في المستقبل ، هل فعلا قاموا بمنحه الجائزة على سبيل دفعه وحثه على الإسراع في تحقيق

السلام في مدة لاتزيد عن 100سنة إن شاء الله ؟!

وإذا افترضنا أن جائزة نوبل أصبحت تعطى للمقوال أو كثير الكلام ألم ينتبه العالــــم إلى أن

أقوال السيد اوباما قد تبدلت 1000درجـــــة عن ما قاله في بداية حكمه؟ألم يلاحظوا انه كان

مصرا في البداية على إرغام ربيبتها إسرائيل على تجميد شامــــــل وكامل للاستيطـــــان أو

التوحش الاسرائيلى على أراضى فلسطين ثم تبدل حاله وأصبحت كل أمانيه تدعو إلى مجرد

إقامة لقاءات واجتماعات بين الرئيس الفلسطينى الذي لا حول له ولا قوة محمود عبـــــاس

ورئيس الوزراء الاسرائيلى الارهابى نتن- ياهو والبلطجي افيجدور ليبرمــان من اجل تبادل

الكلمات المغطاة بالعسل المر والابتسامات الزائفة تحقيقا لمبدأ اضحك الصورة تطــلع حلوة!

أما الملف النووي الايرانى فحدث ولا حرج حيث تحول كلام اوباما من الحديــــث عن إجراء

مفاوضات سلمية بين أمريكا وإيران إلى وجود نية مؤكدة لدى اوباما لفرض عقوبــــــــــات

على إيران كما جاء على لسان وزيرة خارجيته هيلارى كلينتون وهذا بالطبع يبشر بوجـــود

احتمال كبير بشن هجوم مستقبلا على إيران ، إلى جانب إصراره على الحرب التي شنهــــــا

سلفه الغير مأسوف عليه جورج بوش ضد الإرهاب في أفغانستان ووجود رغبة في إرســال

المزيد من القوات هناك .

ألم يلاحظوا انه عدل كلامه للمرة المليون فى حديثه عن إغلاق معتقل جوانتنامو والذي كـان

من المقرر إغلاقه بداية العام القادم2010 ولكن هناك إصرار من جانب بعض رجالـــه سواء

في الداخل من مقر البيت الأبيض أو الخارج وما أدراك ما الخارج على عدم إغلاقه بحجــــة

– ويا للسخرية – عدم المساس بأمن أمريكا وصعوبة نقل جميع المعتقلين به والذي يصــــل

عددهم إلى حوالي 229 معتقل مما أدى إلى تأثر اوباما بآراء هؤلاء على طريقة الزن علـــى

الودان آمر من السحر !

هل يعقل أيها السادة الأعزاء أنكم لم تلاحظوا كل هذه التغيرات التي طرأت على اوباما والتي

تبدو كوضوح الشمس في عز الظهر أم أن الوقت قد توقف عندهم والذاكرة أبت أن تـــــلوث

سمعة السيد الشريف اوباما في أذهانهم حتى لاتغضب منهم ماما أمريكا وابنتها بالتبنــــــي

إسرائيل !

وإذا كانت لجنة نوبــــــل- ياحرام- لم تجد اى شخص ليفوز بالجائزة فكان من الأجدر لها أن

تحجب هذه الجائزة كما حدث مرات عديدة ماضية طالما لا يوجد شخص يستحقها لأن بالفعل

لا يوجد سلام في شتى بقاع العالم .

وكلمة أخيرة اننى لا أعيب او أهاجم اوباما فهو حر في آرائه وتصرفاته مهما بلغت غرابتهـا

ولكنني اندهش من تصرف لجنة نوبل التي فرضت علينا شخص لا يمكـــــــن بأي حال مـــن

الأحوال حصوله على هذه الجائزة خصوصا في الوقت الحالي وإذا كانت اللجنـة مصرة على

الأسباب التي أعلنتها وأدت بها إلى منح اوباما لجائزة نوبل للسلام فأنا اقترح عليهم ولوجه

الله أن يغيروا اسم الجائزة من جائزة نوبل للسلام إلى جائزة نوبل للنوايا والأقوال ولا عزاء

للسلام !


تحرير :17/10/2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق