الأربعاء، 23 فبراير 2011

الذيول المتحررة !

كل يوم تتوالى ع مسامعنا اسماء لوزراء ومسئولين سابقين تم تجميد ارصدتهم ومنعم من السفر بقرار من النائب العام عبد المجيد محمود الذى اصبح ف مواجهة الالاف مؤلفة من بلاغات المواطنين عن وقائع فساد ارتكب معظمها ان لم يكن كلها مسئولون فى مجالات متنوعة كانوا ف السابق ملء السمع والبصر ، وكان مجرد ذكر اسمائهم وقراءة تصاريحهم الاعلامية الجهنمية تجعل الكثير من المصريين يشعرون ان هؤلاء القوم يعيشون ف وطن اخر غير مصر بل ع كوكب اخر ( طبعا كوكب اسبيستون) نظرا للكذب الصارخ الذى يتدفق من افواههم كالسيل العارم .
وكان اليأس قد تملك الناس ف الاونة الاخيرة او معنى ادق قبل ثورة 25يناير المجيدة نظرا لتفشى الفساد ف مختلف ارجاء المعمورة كانتشار الورم الخبيث ف الجسد العليل ، وفقدوا حتى بصيص الامل الذى كان بمثابة طوق نجاة لهم يتشبثون به فى محاولة اخيرة من اجل اعادة مصر كما كانت عليه ف الماضي قبل احتلال الفساد والظلم والاستبداد لها طوال ال30 سنة الماضية ، واصبح حلمهم بمحاكمة الفاسدين ضربآ من الخيال .
واكن الحلم تحقق بحذافيره ودقت ساعة الحساب العسير لكل من خالف ضميره ولو لثانية واحدة واهدر حقوق المواطنين واستولى ع المال العام ، ولكن الذى يتعجب له الناس كثير هو انه بالرغم من سقوط العديد من اصحاب الوجوه العكرة والحناجر اللولبية الا انه لم يتم حتى الان اصدار اي قرار ضد الروس الكبيرة او بمعنى ادق اصحاب الايادي الخفية التي كانت تمارس لعبها القذر من وراء الستار .
ومن ابرز هؤلاء الملثمين بل ويأتي ع رأسهم صفوت الشريف الذى كان معروفا امام الناس بأنه الامين العام للحزب الوطني الديموقراطي ورئيس مجلس الشورى ،ولكن ما خفى كان اعظم ، فهذا الرجل كان من ابرز عناصر الحرس القديم للنظام السابق وكانت ليه اليد العليا ف الكثير من القضايا ، بالاضافة الى تسرب الكثير من الادلة التي تدينه اثناء فترة عمله بجهاز المخابرات وايضا اثناء حقبة عبد الناصر والسادات ، و تصريح حبيب العادلي بنفسه اثناء التحقيق معه بأن هناك غرفة تسمى غرفة جهنم موجودة بمقر الحزب الوطني الكائن بميدان التحرير وان اسرارها لا يعلمها سوى جمال مبارك وصفوت الشريف ، الى جانب اتهامه اكثر من مرة بوقوفه وراء عملية التزوير المستمرة للانتخابات سواء الرئاسية او التشريعية طوال السنوات الماضية وعمله ف الخفاء محتفظآ بالقناع البرئ الظاهر امام الجميع .
اما علامة التعجب الاخرى فهي من نصيب وزير المالية السابق يوسف بطرس غالى والذى تضاربت الاقوال عنه حول مدى صحة خبر سفره الى بيروت مع زوجته اللبنانية منذ عدة ايام، فكيف للسلطات ان تسمح لهذا الرجل ان يسافر كما لو كان غير مذنبا وهو المسئول الاول عن تدهور احوال المواطنين المالية وزيادة نسبة الافراد الواقعين تحت خط الفقر لتصل الى 16 مليون مصري بسبب قرارته التعسفية وابتكاره لصنوف من الضرائب ع كل شكل ولون تحت قيادة الحكومة الذكية برئاسة احمد نظيف الذى بلغت نسبة الخصخصة ف عهده حوالى 52 مليار جنيه حصلت منها المالية عن نسبة 37 % اي حوالى 19 مليون جنيه لتسديد عجز الموازنة العامة للدولة وذلك طبقا لما ذكره المستشارجودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات ، هذا الى جانب اسماء اخرى كفتحى سرور رئيس مجلس الشعب الفاقد لشرعيته من الاساس او كما يلقبه البعض بقاننجى النظام ، ومفيد شهاب الذى صرح اكثر من مرة بأن التزوير لا تقوم به الدولة وانما يأتى من الافراد ودفاعه المستميت عن التعديلات الدستورية التى اجراها الرئيس المخلوع مبارك وتصويره لها ع انها من انجازات مصر العبقرية .
فلماذا لا يتقدم المستشار الملط وغيره ممن لديهم معلومات خطيرة عن هؤلاء الاشخاص بكافة الادلة والتقارير التي تدين حكومة نظيف وخاصة وزارة المالية ؟ ولماذا لا يقوم النائب العام باستدعاء الذيول المتحررة والمتبقية للنظام البائد للتحقيق معهم كما فعل مع غيرهم حتى لا تطل مرة اخرى بوجهها القبيح عن طريق عمليات التجميل واجراء بعض الرتوش؟!
فنحن جميعا نعلم مدى نزاهة وشفافية النائب العام وتصديه للكثير من قضايا الفساد ، ولكن يجب ان نعلم جميعا ان زمن السكوت قد ولى وحان وقت الحساب والضرب بيدآ من حديد لكل من سولت له نفسه ان يؤذى مصر ولو بخدش بسيط .

السبت، 12 فبراير 2011

مصر بوك



أمسكت بقلمي وحاولت ان اكتب قلة من الكلمات التي قد تعبر جزئيا عن ما يجيش به صدري من مشاعر التي لا تستطيع ابلغ التعابير واعذب الكلمات ان تصفها ، مشاعر اقل ما يمكن ان يقال عنها انها مشاعر فرح عارمة ليس لمجرد تخلى الرئيس مبارك عن مقاليد الحكم ف مصر بعد فترة حكم طالت 30 سنة ف عين الحسود ، ولكن السبب الاساسي وراء فرحى هو انتصار ارادة الشعب بأكمله، وهذا لا يمنع بالطبع من توجيه كامل تقديري وثنائي لمجهودات الشباب الجبارة الذين تمكنوا من اشعال شرارة الثورة وعدم خوفهم لا من الرصاص المطاطي ولا حتى الحى وشجاعتهم المتناهية ف ميدان الحرية ( ميدان التحرير سابقا ) خاصة يوم موقعة الجحش الشهيرة اللي اصبحت اشهر من موقعة حطين نفسها !!!!!!!!!

والاعظم من ذلك هو نجاح هؤلاء الشباب ف تغيير مجريات الامور ف مصر وانتقالها من حالة الركود وغياب الوعي الى حالة ديناميكية من الحركة والمطالبة بالتغيير ف كافة نواحي الحياة بدءا من المطالبة بالعدالة الاجتماعية والمساواة والحرية ووصولا الى تغيير نظام الحكم العقيم الذى عانت منه مصر ثلاث عقود متواصلة ، فإستطاعوا بمجرد الضغط ع كيبورد الكمبيوتر ان يقوموا بجمع مالا يقل عن 150 عضو ع الفيس بوك تحت شعار ثورة 25 يناير ثم ازدادت الاعداد بتوالي الايام والاسابيع حتى اصبح تعدادهم ع مدار ايام الثورة ملايين فى جميع محافظات الجمهورية حتى اصبح شعار مصر الان " مصر بوك " .

ولم يكن يتوقع احد حتى اكثر الناس تفاؤلا ان تكلل جهود الثورة بهذا الانتصار العظيم وما حققته من مكاسب التي كان مجرد الحديث عنها سابقا ضربآ من الخيال الجامح لدرجة وصلت الى حد اتهام الناس بتهمة الجنون مع سبق الارصاد والترصد لمجرد تفكيرهم فى محاولة تغيير النظام المتبلد التي عانت منه مصر لسنين طويلة.

ولم يقتصر دور الشباب عند هذا الحد فقط بل تمكنوا ايضا من حماية وطنهم واهلهم واعراضهم فى الوقت الذى تخلت فيه الشرطة عن واجبها وقامت بعملية اشبه بعملية الهروب الكبير بعد قيامهم بأبشع عمليات العنف والقمع ضد المتظاهرين الذى كان شعارهم منذ البداية " سلمية .......سلمية " ولم يكن لديهم اي نية لأي عمليات عنف او تخريب ولكن يبدو ان شرطتنا المصونة تعانى حالة من الامية المزمنة ، امية قراءة وامية فهم وامية الشعور بالواجب .


فحتى هذه اللحظة وعقلي غير قادر ع استيعاب ما حدث ف الايام القليلة السابقة ، واحيانا بل كثيرا اشعر انني ف حلم وسوف استيقظ منه لاحقا ، فاخيرا جاءت اللحظة التي كنت احلم بها انا وغيرى لحظة خلع مصر لملابسها القديمة البالية التي عفى عليها الزمن وارتدائها ملابس عروس جديدة ليس عليها اي غبار او حتى كرمشة ، فظهرت فى ابهى صورة لها و لم تتزين ابدآ ، ولماذا تتزين ولديها اجمل شباب ف الدنيا تمكنوا ف 18يوم فقط من ازالة كل اثار السنين العجاف السابقة من ع وجه مصر ، تمكنوا من جعلها عروس بكر بعد ان كانت ف مرحلة العنوسة !!

فتحيا لهؤلاء الشباب الذين اشعلوا شرارة 25 يناير وتحيا للملايين التي ساندت هؤلاء الشباب وشاركت معهم ف اعادة مصر الصبية وتحيا للشهداء الذين دفعوا حياتهم دماؤهم الزكية ثمنا للحرية وتحيا للقوت المسلحة التي احترمت ارادة الشعب ف التغيير .