الخميس، 10 مارس 2011

ثورة الاحرار

الحزن والفرح شعوران متناقضان يسير كلا منهم ف اتجاه مغاير للاخر ولكن احيانا يتلاقا ليصنعوا حالة غريبة لا يمكن لأحد ان يفسرها مهما بلغت درجة عبقريته ف مادة الحياة ، وهذا هو ماحدث معى عند سماعي لخبر تنحى الرئيس السابق مبارك شعرت بفرحة عارمة تملأ قلبي وكل جوارحي واحسست لتوانى بعدم قدرتي ع النطق وظللت اتهته وكأنني نسيت كل حروف اللغة العربية ، ولكن ع حين غفلة شعرت بهبوب رياح الحزن العاتية لتزيل كل مشاعر الفرح التي استمرت معى لثواني ، تعجبت ف البداية من سبب هذا الانقلاب الشعوري الغريب ولكن سرعان ماتفهمت السبب ، فأننى منذ بداية الثورة وحتى ماقبل اليوم بفترة شعرت انني لا استحق الفرح ع الاطلاق ولماذا افرح وانا لم اشارك ابدا ف الثورة ولم تطأ قدمي ارضية ميدان التحرير المباركة ولم اتنفس الغاز المسيل للدموع ولم اشعر بحرارة الرصاص ولا فرحة الانتصار ، قد يجيبني احدكم بأنه يكفي مساندتي للثورة ع مدار ايامها ال18 ولكن هل هذا يكفي ؟ فمن وجهة نظري انا مقصرة للغاية ف حق الثورة وليس بالكلام فقط تكون المساندة ولكن الفعل اهم .

استمرت معى هذه الحالة الشعورية المتناقضة حتى فوجئت ف يوم من الايام بجروب قام به مجموعة من طلبة اعلام بعنوان معا لتغيير عميد اعلام القاهرة ف البداية ولأكون صريحة شعرت انها مجرد صفحة عادية كغيرها من الصفحات ولكن لا اعلم ما الذى جعلني انجذب اليها بكل طاقتي وبمرور الايام زاد حماسي لها بطرقة غير معقولة وقمت بنشرها عند جميع اصدقائي والجروبات المشتركة فيها وزاد عدد المشتركين فيها بطريقة غريبة وكثفنا من جهودنا ف الايام الاخيرة قبل يوم الاعتصام .


لا اريد ان اخفى عليكم مدى فرحتي وفخري بنفسي عندما شاركت ف اعتصام اعلام شعرت انني ف عالم اخر واننا ف صورة مصغرة من ميدان التحرير ، وبعلو صوتنا ف الهتافات اشعر بقلبى يهتز فرحا وطربا ويهمس لى سرآ الفرصة قد حانت لكى للمشاركة ف ثورة اعلام ثورة لتطهير الكلية والقضاء ع المتلونين فلكى نبنى اعلاما نظيفا موضوعيا يجب ان يبدأ التغيير من الجذور فهل يعقل ع سبيل المثال ان نزرع شجرة بدون ان نرويها بالماء ونرشها بالكيمويات لكى لا تنتشر الحشرات عليها وتفسدها ، هكذا الاعلام اذا لم يتم تعليم النشء الاعلامى منذ البداية الف باء اعلام واصوله وقواعده ليس فقط بشكل نظرى ولكن بشكل تطبيقى ايضا فيمكنا وقتها انا نقول انه لا يوجد اعلام من الاساس .


قد يتعجب الكثيرون او بالفعل تعجبوا من اعتصامنا المتواصل حتى الان فهم يرون ان اسبابنا غير منطقية وغير مقنعة وكما تعلمنا ف الاعلام الرأى والرأى الاخر واحترام كلاهما بررنا موقفنا ف عدة نقاط منها ع سبيل المثال :

1-عندما تم تعينه عميدآ لكلية اعلام منذ 6اشهر تقريبا لم يره احد مننا سوى لمرات معدودة يمكن حسابها ع اصابع اليد الواحدة واغلبها تكون بالصدفة البحتة .
2-كل ما قام به حتى الان هو تغيير ارضية الكلية والحمامات والكافتريا وتأسيس مكتبه ع اكمل وجه !
3- عندما بادر د سامى بعمل حوار مع الطلبة لم يكن هذا بمحض ارادته والجميع يعلم ذلك ، كان ذلك بسبب انتشار دعوة الاعتصام المفتوح ف الكلية فحاول ان يدخل معانا ف مفاوضات اشبه بمفاوضات السلام العقيمة التى لا تغنى ولا تسمن من جوع .
4- دائما ما يعتمد دكتور سامى ف حواره ع التسويف واستخدام كلمات من شبيه سوف ساحاول ساقوم .......................
5-تضارب اقواله بشكل غريب فتارة يقول انه استقال من الحزب الوطنى عام 2007وتارة اخرى بعد موقعة الجمل ، وعندما وجه اليه احد الطلبة سؤالآ عن استمراره كل هذه الفترة ف الحزب رغم علمه الكامل بالفساد اخذ يماطل ف الاجابة وقال كنت بحاول اصلح فيه وهل الحال المايل يمكن ان ينصلح يادكتور سامى ؟!

6-مصيبة التعليم المفتوح والتى جعلت من كلية الاعلام ساحة مفتوحة للجميع دون اى شروط ، والمفاجأة التى تم اكتشافها مؤخرا ان العميد لديه حق التصرف مع التعليم المفتوح وبإمكانه الغاءه او تقليل فترته .

7- عندما نكتشف من احد الدكاترة المحترمين ف الكلية ان دخل الكلية ف السنة الواحدة يتعدى ال२० مليون جنيه فعلى اى اساس يتم صرف هذه المبالغ الضخمة والحال هو الحال منذ دخولنا للكلية من عامين ونصف العام .

8-ف عهد د سامى حدثت مهزلة هو الاولى من نوعها ف تاريخ انتخابات اتحاد الطلبة بأعلام القاهرة عندما تم مسح اسماء بعض الطلاب واستبعادهم من خوض الانتخابات ف العام الجارى دون وجود اى سبب يذكر .

9- البعض يقول انه يجب التفرقة بين العمل السياسى والاكاديمى لدكتور سامى والحق يقال انه فشل فشلآ ذريعا ف كلا المستويين ।

10- ف اول ايام اعتصامنا فوجئنا بحملة تأييد لدكتور سامى والاغرب ان الذى قادها دكتورتان بالعدد وعدد من عمال الكلية واكتشفنا بعدها بيوم انهم حصلوا ع مكافأة شهر قبل يوم الاعتصام بساعات !

11 - الى جانب مقالات دكتور سامى المشهورة ف روزاليوسف والتى تجنى فيها كثير ع شباب الثورة والشهداء ووصفهم بجنرالات الفيس بوك وبعد 25 يناير تبدل الحال 180درجة .

12- عندما يقول د سامى بعمل بمداخلة ف برنامج الحياة يوم ف اول ايام الاعتصام ويصفنا ع الهواء بأننا قلة لاتتعدى 50طالب وان معظمنا من كلية دار علوم ع الرغم من تجاوز اعدادنا رقم 150
اما وجهة النظر الاخرى فترى انه ليس من حقنا نحن الطلاب اعلان رغبتنا ف تغيير العميد او حتى حقنا ف الانتخاب ، ويعتبرون ان ما نقوم به هومجرد تقليد اعمى لثورة يناير
ولكن الذى جعلنى افتخر ولاول مرة اننى من طلاب اعلام وخاصة قسم صحافة قسم الاحرار هو روعة شبابنا المشاركين ف الاعتصام ومدى تنظيمهم ورغبتهم المستميتة ف مواصلة الاعتصام حتى تحقيق مطالبنا المشروعة ع الرغم من الارهاق البادى ع وجوهنا جميعا ولكن كما قولت سابقا طريق الحرية والتغيير ليس مفروشآ بالورود ولكن علينا تحمل الكثير حتى نصل الى غايتنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق